زمان أيام الملكية .. كانت الحكومات تنتقل خلال فترة الصيف بربطة المعلم إلي مدينة الإسكندرية وبالتحديد في بولكلي، وأهو منها ممارسة مهامها الجسام.. علي مقربة من جلالة الملك فاروق .. الذى كان يقيم هو الآخر في قصره المنيف في المنتزة هو وحاشيته.
ومنها بلبطة في بحر الإسكندرية من شرقها لغربها.
والان انتقلت حكومتنا الميمونة برپطة المعلم برضه لتقيم في أشهر الصيف الثقيلة علي الغلبان والفقير .. إلي الساحل .
والساحل هنا .. ليس لا سمح الله . الساحل بشوارعه وحاراته وأزقته القديمة .. في شبرا العامرة بناسها الطيبين .
ولاهو برضه الساحل الطيب .. الذى يمتد كده وانت رايح من العجمي للكيلو مية وشوية .
ولكنه الساحل الشرير، مابعد مارينا اللي راحت عليها من زمان .. بعد طغيان هاسيندا وأخواتها.. والوافد الجديد الذى لايرحم .. العلمين الجديدة بأبراجه وشاطئه ومولاته وحفلاته الصاخبة .. التي لاتهدا من حمو بيكا وشاكوس .. وانت طالع .
وهناك .. اختارت الحكومة أن يكون مقرها الصيفى .. بعيدا عن صخب القاهرة الاولد فاشون.. وحرارتها الرزلة.. ومشاكلها المزمنة مع الازدحام المرورى .. وانقطاع الكهرباء والمية .. والحرائق المتلاحقة.
وبعيدا أيضا وللمفارقة العجيبة عن العاصمة الإدارية الجديدة .. التي اتفقنا عليها المليارات لتكون بديلا للقديمة، بمبانيها وأبراجها الشاهقة ومسجدها العامر وكنيستها الشامخة .. والأهم بحى الوزارات الذى يضم كل وزارات مصر .. ومعها رئاسة مجلس الوزراء أيضا .
ورغم ما يثار حول الأسعار الفلكية لخدمات العلمين الجديدة .. وحتى مطاعمها بأكلها وشربها والذى منه .. إلا أن الحكومة اختارتها وضحت بالغالي والنفيس .. لتدير من هناك شؤون الدولة والعباد .
ورغم طول البعاد بين الشعب هنا في عاصمته التى عفا عليها الزمن وأكل عليها وشرب .. وبين العلمين الجديدة.. إلا أن الود لم ينقطع أبدا بين الجانبين .. حكومة وشعبا .
فالحكومة من الشعب والشعب منها لا ينفصلان أبدا .. وان فرقت بينهما المسافات وصعوبة الحياة هنا ورغد الحياة هناك .
والتصريحات التي تخرج من اجتماعات العلمين .. تؤكد لشعب العاصمة القديمة ومن يجاورها ولمصر كلها .. أن الاقتصاد المصرى بخير وبأنه قد تجاوز أزمته . وأن الوقت قد حان لجنى الثمار .. وعلي التجار أن يكون عندهم ذرة من دم مع شوية أحاسيس ومشاعر .. ويخفضوا الأسعار بقي .
والحكومة لاتكتفي بذلك .. فهي تدير ملفاتها من هناك لأزمات طارئة مثل انقطاع المياه والكهرباء بالجيزة لأيام عدة .. وموجة الحرائق والحوادث في عدة محافظات .
وبلا ملل أو كلل .. تؤكد لسائر عموم الشعب في بر مصر .. أنها لا تنام الليل في الساحل الشرير .. من أجل تذليل كل المشاكل العارضة .. وأنها رغم وجودها هناك، فإنها لا ترى بحرا ولا تستمتع بشمس .. ولا تقضى الليالي في حفلات العلمين العامرة، ولا تأكل إلا مما يأكله الناس في باقي مصر طولها وعرضها .
والأهم أنها لا تدخر وسعا.. من موقعها بالساحل الشرير.. في إسعاد فقراء هذا الوطن الذين يعيشون في ترف وبذخ .. علي رأى أحد الإعلاميين .
قل يا باسط .
-------------------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]